(ما كانَ اللهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) ، اختلفوا في نزولها :
فقال الكلبي :
قالت قريش : يا محمد تزعم أن من خالفك فهو في النار ، والله عليه غضبان وأن من
اتبعك على دينك فهو من أهل الجنة والله عنه راض ، فأخبرنا من يؤمن بك ومن لا يؤمن
بك؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال السدي :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عرضت عليّ أمّتي في صورها في الطين كما عرضت على آدم
عليهالسلام وأعلمت من يؤمن بي ومن لا يؤمن» فبلغ ذلك المنافقين
واستهزؤا وقالوا : زعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر به ممّن لم يخلق بعد ،
ونحن معه ولا يعرفنا ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقام على المنبر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «ما
بال [القوم] [١] حملوني وطعنوا في حلمي ، لا تسألوني عن شيء فيما بينكم
وبين الساعة إلّا أنبأتكم» [١٩٩].
فقام عبد الله
بن حذافة السهمي فقال : يا رسول الله من أبي؟ فقال : «حذافة» ، فقام عمر ابن
الخطاب رضياللهعنه فقال : يا رسول الله رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا
وبالقرآن إماما وبك نبيّا فاعف عنّا عفا الله عنك.
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «فَهَلْ
أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ، فَهَلْ أَنْتُمْ
مُنْتَهُونَ؟» ثم نزل عن المنبر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية [٢].